سورة غافر - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)}
الخائنة: صفة للنظرة. أو مصدر بمعنى الخيانة، كالعافية بمعنى المعافاة، والمراد: استراق النظر إلى ما لا يحل، كما يفعل أهل الريب، ولا يحسن أن تراد الخائنة من الأعين، لأن قوله: {وَمَا تُخْفِى الصدور} لا يساعد عليه.
فإن قلت: بم اتصل قوله: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الاعين}؟ قلت: هو خبر من أخبار هو في قوله: {هُوَ الذى يُرِيكُمُ} [غافر: 13] مثل {يُلْقِى الروح} ولكن يلقي الروح قد علل بقوله: {لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاق} ثم استطرد ذكر أحوال يوم التلاق إلى قوله: {وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ} فبعد لذلك عن أخواته.


{وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20)}
{والله يَقْضِى بالحق} يعني: والذي هذه صفاته وأحواله لا يقضي إلاّ بالحق والعدل. لاستغنائه عن الظلم. وآلهتكم لا يقضون بشيء. وهذا تهكم بهم، لأن ما لا يوصف بالقدرة لا يقال فيه: يقضي، أو لا يقضي {إِنَّ الله هُوَ السميع البصير} تقرير لقوله: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الاعين وَمَا تُخْفِى الصدور} ووعيد لهم بأنه يسمع ما يقولون ويبصر ما يعملون، وأنه يعاقبهم عليه وتعريض بما يدعون من دون الله، وأنها لا تسمع ولا تبصر، وقرئ: {يدعون} بالتاء والياء.


{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22)}
(هم) في {كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ} فصل.
فإن قلت: من حق الفصل أن لا يقع إلاّ بين معرفتين فما باله واقعاً بين معرفة وغير معرفة؟ وهو أشدّ منهم.
قلت: قد ضارع المعرفة في أنه لا تدخله الألف واللام، فأجري مجراها. وقرئ: «منكم» وهي في مصاحف أهل الشام {وَءَاثَاراً} يريد حصونهم وقصورهم وعددهم، وما يوصف بالشدّة من آثارهم. أو: أراد وأكثر آثاراً، كقوله:
مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحاً ***

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8